أحدثت
الحرب الأهلية الأسبانية (1936-1939م) قطيعة في مسيرة الأدب الأسباني،
فقتل بعض الكتاب في الحرب وأهمهم لوركا، ونفي بعضهم الآخر. واستلزم عالم
الأدب بعضًا من الوقت ليضمد جراحه. واصل كثير من الكتاب من بينهم
الروائيان فرنثيسكو أيا لا ورامون سندر والكاتب المسرحي الخاندرو كاسونا
كتاباتهم في المنفى. بعد الحرب نشرت رواية كميلو خوزيه ثلا عائلة بسكوال دوراته (1942م) ثم رواية كارمن لافورت لاشيء (1944م) ثم رواية ثلا الخلية (1951م).
في منتصف القرن العشرين ظهر العديد من الأدباء الشبان، الذين اتسمت
أعمالهم في بادئ الأمر بالواقعية بيد أنهم اتجهوا فيما بعد صوب مساحات أشد
جرأة وتجريبية. من بين أفضل الروايات بعد منتصف الخمسينيات من القرن
العشرين نهر الخراما (1956م) لرفائيل سانشث فرلسيو، وزمن الصمت (1962) للويس مرتين سانتوس وخمس ساعات مع ماريو (1966م) لميجل دليبس وانتقام الكونت بليان (1970م) لخوان جويتيسولو وإن قالوا لك إني سقطت (1973م) لخوان مرسيه والحقيقة في قضية سفولتا (1975م) لإدواردو مندوثا والحجرة الخلفية (1978م) لكارمن مرتين جيته.
يمثل مسرح هذه الفترة مؤلفون شديدو التباين في أساليبهم. فكتب ميجل
ميورا أعمالاً هزلية مرحة ودشن أنطونيو بويرو باييخو الاهتمام الجديد
بالمسرح الجاد، في مسرحيته قصة سلم (1949م) وكتب ألفونسو ساستره
مسرحيات فلسفية وسياسية. وذاعت شهرة ألفونسو باسو بما أنتجه من ملهاة
اجتماعية. وحظيت مسرحيات فرناندو أربال التجريبية المثيرة للجدل باهتمام
عالمي. وكتب خوزيه مرتين ركوردا أعمالا جادة حول القيم في المجتمع
الأسباني.
اتجه شعراء مابعد عام 1939م نحو أشكال أبسط في التعبير من تلك التي كان
يفضلها شعراء جيل 1927م. فقد كتب خوسيه لويس كانو وديونيسيو رودريخو شعرًا
رصينًا معبّرًا وعكس جبرييل ثلاثا وبلاس دي أثيرو وآخرون همومًا اجتماعية
في شعرهم. وهناك آخرون أقل التفاتا إلى الواقعية الاجتماعية، من بينهم
كلاوديو ردريجث وكارلوس بوسونيو. أما شعراء الجيل الجديد، والمعروفون باسم
نوفيسيموس فطرحوا جانبًا الهموم الاجتماعية واهتموا بقضايا ذاتية وشخصية وفكرية. من شعراء هذا الجيل: جيلير كارينرو ولويس أنطونيو دي بيينا
.