التلفزيون قد يشجع الصغير على استخدام العنف

صبح الأطفال يدمنون على مشاهدة التلفزيون حتى أن علماء النفس والاجتماع أصبحوا يطلقون عليه اسم الأب الثالث. غزلان بنجلون، رئيسة وحدة الطب النفسي للأطفال بمستشفى ابن رشد،

تسلط الضوء على فوائد التلفزيون وأضراره.
- ما هي فوائد التلفزيون وأضراره على الطفل؟
< لا أحد ينكر فوائد التلفزيون، لكنه اختراع ذو حدين بالنسبة للطفل فهو من جهة ينمي ذكاءه ويزيد من حجم إدراكه نحو العالم الخارجي كما يعلمه نسج الحياة الاجتماعية والعلاقات بين الناس ويزيد من حصيلته اللغوية وعدد المفردات والمعاني التي يتعلمها إلا أن مشاهدة الأطفال للتلفزيون دون رقابة الوالدين يمكن من جهة أخرى أن تؤثر بشكل خطير عليهم.
- كيف يكون جهاز التلفاز خطرا على الأطفال؟
< جل أولياء الأمور يعتبرون جهاز التلفاز بمثابة حاضنة للأطفال ريثما ينهون واجباتهم المنزلية، وهو خطأ شنيع يرتكبه الوالدان، وتنعكس خطورته على طفلهما، خصوصا عندما يشاهد البرامج بمفرده ودون وجود شخص راشد، ذلك أن الصور والرسائل التي يتلقاها الصغير يفهمها حسب منظوره الخاص، ويحاول تطبيق ما يراه، خاصة مشاهد العنف الذي قد يمارسه على إخوته وأصدقائه، لأن سنه لا تسمح له بالتمييز بين ما هو واقعي وخيالي.
- وكيف يمكن تفادي ذلك؟
< لا بد للطفل أن يشاهد البرامج المحببة إليه رفقة شخص راشد حتى يدخل معه في حوار يستطيع من خلاله فهم محتوى تلك البرامج بطريقة صحيحة، لأن البرامج العنيفة التي يراها الطفل لوحده عبر جهاز التلفاز تسبب له صدمة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين لديهم نسبة هشاشة نفسية.
- ما هي آثار إدمان الطفل على التلفزيون؟
< من آثار إدمان الطفل على التلفزيون دون رقابة تزايد معدل الخوف لديه، وفقدانه الثقة بنفسه وتعرضه للكوابيس، مما يجعله في حاجة ماسة إلى جلسات العلاج النفسي وتعاطي العقاقير الطبية.
- كيف يمكن تفادي ذلك؟
< لتفادي الانعكاسات النفسية الخطيرة لإدمان الطفل على التلفزيون ننصح الوالدين بتحديد ساعات مشاهدة أبنائهم اليومية للتلفزيون، على ألا تتعدى 3 ساعات كل يوم. وبالتعرف على محتوى البرامج التي يشاهدها الأطفال حتى لو كانت مخصصة لهم كما ننصح الأهل بالإجابة على أسئلة الأطفال التي تدور في أذهانهم وتصحيح معتقداتهم الخاطئة عن أي برنامج شاهدوه وتعويد الطفل على التفريق بين ما يشاهده في الواقع والخيال.
- وماذا لو اصطدم هذا التقنين برفض الطفل؟
< بالنسبة لكيفية التعامل مع الطفل عندما يرفض تقنين ساعات المشاهدة وإصراره على فرض رأيه بالعنف والصراخ ننصح الأهل بضرورة التعامل معه بهدوء دون الانزلاق إلى استعمال العنف، سواء أكان جسديا أو لغويا، وفي حالة رفض الأطفال الانصياع لأوامر والديهم يمكنهم اللجوء إلى عقوبات بديلة، كالحرمان من أشياء يحبونها مثل مصاحبتهم إلى أماكن ترفيهية وغيرها.